
Newsletter Subscribe
Enter your email address below and subscribe to our newsletter
Enter your email address below and subscribe to our newsletter
كتبت أمانى حسن
في ظل السعي المستمر لبناء مجتمعات عادلة وشاملة، تظل قضية أصحاب متلازمة توريت واحدة من الملفات التي تستحق الاهتمام الجاد والدعم الفعلي. فهؤلاء الشباب، رغم معاناتهم من اضطراب عصبي يتسبب في حركات وأصوات لاإرادية (تُعرف بالتشنجات اللاإرادية)، إلا أنهم يتمتعون بقدرات عقلية طبيعية، وأحيانًا متميزة، تؤهلهم للمشاركة الفاعلة في المجتمع.
لكن السؤال الصعب هنا: فين حقهم؟
الكثير من شباب متلازمة توريت يعانون من الإقصاء المجتمعي، والوصمة، بل والتنمّر، فقط لأن تصرفاتهم تختلف عن “المألوف”. يتم تجاهلهم في سوق العمل، ويُحرمون من الفرص التي قد تغيّر حياتهم، لمجرد أنهم مختلفون. وهذا ليس عدلًا.
من حقهم أن يكون لهم فرص حقيقية للعمل، وأن تُخصص لهم وظائف تناسب قدراتهم وتمنحهم الشعور بالأمان والاستقلالية. من حقهم أن يعيشوا في بيئة تحترمهم، لا تسخر منهم. من حقهم أن يكون لهم مكان في هذا الوطن، كغيرهم تمامًا.
ويجب أن يكون هناك قانون رادع لكل من يتنمّر أو يعتدي نفسيًا أو لفظيًا على أصحاب المتلازمات العصبية، مثل توريت. فالتنمّر ليس فقط تصرفًا غير أخلاقي، بل هو جريمة تهدم نفسية إنسان وتعوق دمجه في المجتمع.
الدولة مطالبة بوضع استراتيجيات واضحة لدعم هؤلاء، تبدأ بالتوعية، ولا تنتهي بتوفير فرص عمل حقيقية. ويجب على المؤسسات التعليمية والإعلامية أن تلعب دورًا في كسر الصورة النمطية عنهم، وتسليط الضوء على نجاحاتهم وقدراتهم.في النهاية، كرامة الإنسان ليست خيارًا، بل حق. وشباب متلازمة توريت، مثلهم مثل أي شاب مصري، يستحقون الدعم، الفرصة، والحياة الكريمة.